“مازلت كما هى....”

ظلت إريسا تعلمنى, و انا ظللت اتعلم اشياء جديدة. بيرل ضخمة جدا بشكل إيجابى و لها العديد من الأمور الدقيقة. فى نهاية المطاف, قالت لى إريسا اننى اصبحت جيدة بما فيه الكفاية لبدء المساهمة فى المشاريع المفتوحة المصدر. و اوصتنى بالبحث عن وحدات سى بان المثيرة (=ارشيف شبكة بيرل الشامل), أضيف التجارب الألية, مراجعة الأكواد, و ربما أضيف خاصية او اثنين.

هذا ما فعلت, وجدت نفسى اساهم فى مختلف الوحدات. و فى يوم ما, اقتربت منى إريسا منى عندما كنت أخرج اشياءى من الخزانة. "جين, أنا أخبرت والدتى عنك و الان هى تزعجنى بدعوتك لتناول العشاء فى منزلنا, هل تحبى ان تاتى؟"

قلت لها "بالتأكيد أحب ان أتى".

"جيد, سوف يعطينا ذلك فرصة ان اريك جهاز الكومبيوتر الخاص بى, و سأريك بيئة العمل الحقيقة للرجال الجادين و النساء. ليس بيئة العمل البسيطة التى اوصيتك ان تبدأى بها."

قلت لها "هيه" و ابتسمت.

قررنا عقده فى اليوم التالى فى تمام الساعة 19:00 (السابعة مساء), هكذا فى اليوم التالى, ارتديت بعض من أفضل ملابسى. عندما نظرت على المظهر النهائى فى المراة, قلت لنفسى ربما سأبدو افضل من إريسا بجهد اقل من ذلك. ثم مشيت لمنزل إريسا.

فتحت لى الباب. نظرت لها و لاحظت اننى ربما كنت على حق - انها تبدو مريعة. قالت "مرحبا جن, من فضلك ادخلى.".

احب ان انبهك ان عائلتى تحب منادتى ب "إيف". لا امانع فى الأسم كثيرا, و لكن لتجنب العادات السيئة, يجب عليك منادتى بإريسا.

"حسنا, لماذا قمت بتغيير اسمك فى المقام الأول؟"

"حسنا, يجب على كل شخص ان يكون له القرار فى أختيار اسمه الخاص. والدى اطلقا على اسم "أيف" لأنهم ارادوا اسم عبرى لطيف. انا من الناحية الأخرى, احاول ان اكون فريدة و متفردة, لذلك قمت بإعادة تسمية نفسى."

"انا احب اسمى كثيرا و لن اغيره ابدا."

"صديقتى, انت من يستسلم للمجتمع لست انا."

ثم لاحظت وجود صبى صغير (يرتدى ملابس عادية تماما) يتحدر إلى اسف الدرج, قال و هو يتطلع فى وجهى "إيف, هذة هى جينفر؟".

"قالت له إريسا "نعم"

أقتربت منه و قلت "جينفير رايموند!, تشرفت بمقابلتك. انت اخو إريسا؟".

قال "نعم, اسمى دانيال سيغل."

تشرفت بمقابلتك, دانيال."

"تشرفت بمقابلتك ايضا انسة رايموند."

"مهلا, يمكنك منادتى بجينيفر."

قال و هو يتطلع بشىء من الحيرة "مهما يكن" و ركض إلى غرفة أخرى.

"حسنا, باعتبارى مضيفة جيدة, دعينى اريكى ما نفعله هنا. ارشدتنى إريسا قائلة "فى غرفة المعيشة لدينا العاب فيديو, مشغل دى فى دى, و مشغل فى اتش اس. عائلتى ابتاعت مجموعة كبيرة من الافلام و العاب الفيديو. لفترة طويلة كانوا يرفضوا هذة الممارسات, لأنها تضخ اموال فى الة صناعة المحتوى. و مع ذلك, ماذلت لا امانع فى استخدامها مرة واحدة عندما يتم شراؤها".

اضافت قائلة "جهاز الكومبيوتر الشخصى هو فى غرفتى اعلى الدرج, هناك بضعة اشياء اود ان اريكى اياها."

قلت لها "اود ان ارى غرفتك و ان التقى بوالديك."

"حسنا, دعينا نذهب إلى غرفتى الأن و بعد ذلك يمكننا البحث عن وسيلة لترفيهك بينما يعد الطعام."

و كذلك تبعتها صعودا على الدرج. غرفة إريسا تعكس شخصيتها. فى حين ان الجدران بيضاء (لحسن الحظ) كانت مليئة بالملصقات عن فرق الغناء الهيفى ميتال, بعض النشطاء, كمية كبيرة من الكتب (البعض منهم كان مغطى باللغة العبرية). كما كان هناك الكثير من الفوضى. فى ركن واحد, كان هناك مكتب صغير و تحته كومبيوتر لطيف, و شاشة مسطحة فى الأعلى, و لوحة مفاتيح.

أخذت إريسا المقعد الذى بجوار الشاشة و اشارت الى انه ينبغى على اخذ المقعد الذى بجوارها.

"انظرى, هذا هو دبيان - توزيعة حقيقية يستخدمها الرجال و النساء (علامة مسجلة). يتم صيانتها و متابعتها عبر مجموعة من المجمعين من مختلف انحاء العالم, و يسيطر عليها منظمة واحدة بدل من تلك الشركات التى لا تهتم حقا بالمستخدمين لديهم."

"اول شىء يجب ان تلاحظيه هو اننى ادخل اولا فى وضع النص. الجدد يعشقوا الواجهة الرسومية, و لكن ذلك يسبب مشاكل كثيرة. بعد ان تدخلى فى وحدة التحكم الافتراضية, يمكنك بدء الواجهة الرسومية عن طريق استخدام "startx".

"و هنا ايسى ام دبليو - مدير نوافذ يمكنك استخدامه بدون ان يلتهم موارد الكومبيوتر مثل يفعل كى دى اى او جنوم. بعض الناس تستخدم فلوكس بوكس او اى كان, ايس يعمل لدى بشكل جيد."

"ممتاز, اعتقد انى يمكننى تجربته. يبدو انه ليس حلو فى الأعين مثل كى دى اى."

"حلاوة فى العين = موارد و سرعة مستهلكة."

ضحكت "هيهيهي", "هل هناك اى شىء اخر تريدى ان اراه؟"

"حسنا لا يمكننى التفكير فى اى شىء الأن. لماذا لا نذهب للطابق الأسفل و نلتقى بعائلتى. يجب ان يكون الغذاء معدا الأن."

توجهت للأسفل. كان دانيال يشاهد فيلم انا احب مشاهدته, فأنضممت اليه فى المشاهدة. فى نهاية الأمر, دعت والدة إريسا الجميع لينضموا للطعام حيث اصبح جاهزا.

تحدثت عائلة إريسا كثيرا خلال تناول الطعام, و انا اشتركت معهم كلما سنحت الفرصة. لاحظت انهم ينادوا إريسا ب "إيف" (كما شرحت فى السابق). الطعام كان لذيذا.

بعد تناول الطعام, كان والد إريسا و أخوها الأكبر قد تطوعا لتنظيف المائدة, سألتنى والدة إريسا ان كنت ارغب فى مشاهدة البوم صور إريسا. قلت لها "احب ذلك.".

كبنت صغيرة, كانت إريسا لطيفة جدا. "كوننا يهود, كبرت بين الكثير من اليهود و الأطفال الإسرائليين, تعلمت العبرية بسرعة. كما تعلمت القرأة فى نهاية الأمر, حتى من دون علامات التشكيل. بعض اضدقائنا الإسرائليين و الأقرباء, كانوا مندهشين من إتقانها اللغة, و قالوا انه بالكاد طريقة نطقها تكشف محل ميلادها."

"كانت فخورة جدا بتراثها و ثقافتها اليهودية. هنا بعض الصور لها خلال بات-ميتزافاه."

فنظرت لها بأهتمام و قلت "إذن متى اصبحت....."

"متشردة؟", قاطعتنى إريسا, "هذا حسن - انا اعلن هذة حقيقة."

قالت امها "حسنا", "فى حوالى سن الأربعة عشر. بدأت فى الأبتعاد عن صديقاتها المعتادين, تلبس بشكل غريب, تلون شعرها بألوان صاخبة. "نحن لا نعتقد بفرض سيطرتنا على كيف يدير اولادنا حياتهم, لذلك تركناها تصبح ما تريد."

"هل كان ذلك بسبب إهتمامها بالكومبيوتر؟"

قالت "أوه لا", أنها كانت تلعب بالكومبيوتر منذ كانت طفلة صغيرة. كانت معتادة على دعوة صديقاتها للمنزل و تريهم كيفية لعب الألعاب و البرامج. كان كل شىء إجتماعى جدا. نحن لا نعرف ماذا حدث. كانت دائما تراعى الأخرين."

قلت لها "إنها مازلت كذلك....."

إبتسمت إريسا ثم عادت لقرأة كتابها. بعد فترة قصيرة قالت "انتى تعرف اننى لست هنا بالضبط ملكة الإيثار. بقدر ما اعتقد ان التسويق شر, و ان الأعمال الكبيرة تسعى لتدمير بلادنا و العالم بأسره, ماذلت اعتقد ان السلع الملموسة و وقت الناس تحديدا هو شىء لا يجب ان يكون ان يذهب هباء."

أجبتها قائلة "عادل بما يكفى, يمكننى ان اتفق معك, ماذا بعد؟"

"حسنا, لمعلوماتك الخاصة, عن طريق مقايضة وقتى مع الناس فقط, امتلك الأن 20 الف دولار فى البنك."

أجبتها مندهشة "انتى تمزحين؟"

قالت والدة إريسا "انها لا تمزح."

"كيف حصلت على كل ذلك؟"

"حسنا, امى و ابى يمولوا طعامى و ملابسى و المدرسة, لذا فإنى لست بحاجة لأقلق بشان ذلك. كنت أعمل خلال الصيف فى محلات البرمجيات التجارية و أعطى دروسا (كما هو الحال معك), و اعمل مستقلة."

"سأعطيك مثال جيد, بعث لى هذا الرجل المسن يوما, فى بداية جنون الإنترنت, بعث لى عن طريق قائمة بريدية كنت مشتركة فيها يطلب المساعدة فى محاولة بناء موقع على شبكة الأنترنت لنفسه (مع صور لأحفاده و اشياء من هذا القبيل). قلت له انه لن يكون مناسب ان اصنع و ادير الموقع لاجله و انه يجب عليه تعلم لغة الأتش تى ام ال. اتضح انه يعيش فى الجانب الأخر من مدينة لوس أنجلوس, فقلت له انا على استعداد لتعليمك إذا كان يستطيع الدفع مقابل وقتى كله بالإضافة للتنقلات."

"وافق على الفور و بدأت أعلمه. استغرق وقتا طويلا. انتى تعلمى, الناس كبيرة السن يمكنهم الكتابة ببطىء شديد و هو لم يكن إستثنائيا. بعد ذلك, عندما تعلم الأتش تى ام ال, قلت له انى على استعداد لأستضافة موقعه على خادمى مقابل رسوم شهرية, فوافق."

"كذلك حصلت على المال الكثير من التدريس له و انا الأن احصل على نقود شهرية مستمرة منه. هو و زوجته فى الواقع كانا يحلمان بموقع لهم على شبكة الأنترنت,, حيث يملؤه بمراجعتهم للأفلام و توصياتهم و معلومات عنهم, ذكريات, اشياء من هذا القبيل."

"ذرفت بعض الدموع و مسحتها بمرفقى." قلت لها "إريسا, هذة واحدة من احلى القصص التى سمعتها فى اى وقت مضى. يجب ان تكونى الفتاة الأكثر عطفا فى العالم, و..."

أوقفتنى إريسا "عطفا؟!", "انا قاضية هذا الرجل الفقير بدلا من ان استضيف موقعه على خادمى, مجانا."

"مازلت اعتقد انه كان تصرف طيب منك."

"حسنا, شقرائى طيب او غير طيب, وقتى و مواردى لا يوزعوا مجانا. إنه عالم قاس و إذا كنت ترغبى فى جعله مكانا افضل, لا يجب ان تتخلى عن وقتك, لأنه اغلى كثيرا من ان يقدر بثمن."

"شقرائى, مرة أخرى؟"

ابتسمت إريسا. "جينيفر, السبب الوحيد الذى يجعلنى اطلق عليك شقرائى هو إنى فتاة طيبة متعاطفة تحب لون شعرك."

حاولت معانقتها فقالت لى "لا عناق!" و انا توقفت و تراجعت, فى حين عادت إلى كتابها.